The News Jadidouna

آخر الحصون يسقط.. لبنانيون يبيعون أساور وعقود الذهب

يشهد لبنان أسوأ انهيار اقتصادي منذ أشهر، تزامناً مع شح الدولار وفقدان العملة المحلية أكثر من نصف قيمتها، وارتفاع معدل التضخم، ما جعل نحو نصف السكان تحت خط الفقر.

وفي وقت تتفاقم الأزمة الاقتصادية، التي تعصف بالبلاد الغارقة بالديون، هرع لبنانيون إلى بيع مدخراتهم من الذهب، الذي يلجأون على شرائه منذ سنين، لسداد إيجار منازلهم وشراء أدويتهم ودفع رسوم الدراسة، فأصبح “المعدن الأصفر لليوم الأسود”.

ففي متجر للمجوهرات بقلب بيروت، تلف المكان غلالات التجهم وأبخرة الكآبة، مع تدافع المواطنين لبيع الحلي والذهب أو رهنهما بدافع احتياجهم الشديد للنقود.

وعلى جدران المتجر، استقرت لافتات تقول “نشتري ذهب”، لاجتذاب الراغبين في تسليم آخر الحصون والتخلي عن آخر ما تبقى لديهم من مدخرات.

رسوم الدراسة أو إيجار المنازل
إلى ذلك قال أحمد تقي، وهو أحد الصاغة في العاصمة اللبنانية، إن قضاء يوم واحد في متجره كفيل بأن يصيب الإنسان بالاكتئاب، لافتاً إلى أن الناس يبيعون ذهبهم لدفع تكاليف العلاج بالمستشفيات أو رسوم الدراسة أو إيجار المنازل.

كما أوضح: “في عندك الناس عليها قروض، والناس عليها إيجارات بيت. قلة أشغال بسبب إنه الناس عم ببيعوا الذهب ليسكروا هالقروض يلي عليهم ويسكروا إيجارات بيوتهم. في بعض الناس إذا بتقعد عندي نهار واحد هون بتضهر آخرة النهار عندك كآبة نفسية. العالم عم تبيع لمستشفى، لقسط مدرسة، قسط بيت، ما بقى حدا عم بقسط بيت. إيجار البيت مكسورين عليه”.

وأضاف: “هلق إذا بتفتش هالذهب هو الناس عم تفوت عم تبيع الذهب، مش لتشتري الذهب، مع العلم هو العملة الأساسية للادخار يلي العالم بتلاقيها، بس ما في مصاري، رجاع حط مصاري بين إيدين الناس (إذا وضعت المال مرة أخرى في أيدي الناس)، بتلاقي العالم كلها بتشتري ذهب”.

إلى ذلك تنزلق الدولة المثقلة بالديون في دوامة المتاعب وتنتقل من حال إلى أسوأ منذ أكتوبر/تشرين الأول، عندما تضافرت عوامل تباطؤ التحويلات المالية من الخارج والاحتجاجات على الفساد وتحولت إلى أزمة سياسية ومصرفية ومالية.

ويُبقي لبنان على ربط رسمي لسعر الدولار عند 1507.5 ليرة. لكن في ظل تقلص احتياطيات النقد الأجنبي، لم يعد ذلك السعر متاحاً سوى لواردات الوقود والأدوية والقمح.

وأٌغلقت الاثنين 15 يونيو/حزيران، معظم مكاتب صرف العملات، وقطع التجار الذين يحتاجون للدولار الأميركي أشواطاً بخطوات بائسة من مكتب صرافة لآخر.

السوق السوداء
من جهته، قال زهير الأحمدية، وهو لبناني يمتلك شركة أدوات رياضية، إنه جاء ليستبدل الليرة اللبنانية بالدولار الأميركي كي يدفع ثمن بضائع استوردها مؤخراً والتجأ إلى السوق السوداء عملاً بنصائح آخرين، مضيفاً: “وقت كان الدولار عم يتداول بالسوق كنت أنا مريض وبالمستشفى، خرجت وتفأجات بهالموضوع إنه ما بقى ينشرى دولار واحد. الأشخاص يقولون لي ما إلك إلا السوق السوداء، وكأنو ما بقى في حدا يحمينا، إنه سوق السوداء شو بعمل أنا بشتري الدولار بـ7000 لحول مصاري؟ ما بقدر، بهالعملية بكون خسران وخسران كتير”.

كما ذكر موظف في محل لبيع القهوة يدعى أبو العبد: “يعني كنت أقبض 750 دولاراً، هلق يطلعوا 200 دولار، فرقت العملة كلها، الغرض يلي كنا نشتري بـ10 آلاف ليرة هلق صرنا نشتري بـ35 ألفاً و40 ألف ليرة. كل شي غلي”.

ومع اشتداد العاصفة وتصاعد الأزمة، يقول الاتحاد العمالي إن ما يقرب من ربع مليون شخص فقدوا وظائفهم، وفقدت الليرة اللبنانية أكثر من 60% من قيمتها، ووجد أصحاب المدخرات أنفسهم عاجزين عن السحب من ودائعهم.

This website uses cookies to improve your experience. We'll assume you're ok with this, but you can opt-out if you wish. Accept Read More

Privacy & Cookies Policy