The News Jadidouna

أسعار الخضار… ما سبب ارتفاعها بدل انخفاضها كما كان متوقعاً بالنصف الثاني من آذار؟

يوم وصل سعر كيلو الخيار الى 4000 ليرة لبنانية منذ نحو الشهر، بشّر رئيس تجمع المزارعين في البقاع، ابراهيم ترشيشي، عبر موقع الـ LBCI حينها في مقال بأنّ أسعار الخضار والفواكه ستنخفض 50% في 15 آذار. اليوم أصبحنا في شهر نيسان وبدل أن تنخفض الاسعار في السوق، ارتفعت “دوبل” وأكثر.

يوضح ترشيشي لموقع الـ LBCI بأن المناخ شكّل مفاجأة، إذ أنّه بقي بارداً في شهر آذار حتى نهايته ولم يصبح دافئا بشكل طبيعي، ما أثّر من خلال التخفيف من سرعة نمو النبات وبالتالي تقلص كمية الانتاج بشكل غير متوقع خصوصا في البيوت البلاستيكية، وبدل العشرة أيام أصبح نمو النبات بحاجة الى شهر. بالتالي، أكد ترشيشي أنّ الأسعار قد تتحسن في نصف شهر نيسان اذا أصبح المناخ الى تحسّن.

من هنا، كان الاستيراد الحلّ الوقتي الانسب بحسب ترشيشي. وعلى سبيل المثال لا الحصر، أخذ موقع الـ LBCI سعر كيلو الثوم، الذي وصل في السوق الى 8 آلاف ليرة وحتى 10 آلاف في بعض المناطق. يشرح ترشيشي أنّ الثوم كان يأتي الى لبنان من الصين، وبدراسة بسيطة وسريعة للكلفة كانت تتراوح لـ “الكونتينر” (نحو 25 طن ثوم) بين 300$ و500$ إضافة الى كلفة الجمرك 600 / 700 ليرة لبنانية يصبح سعر الثوم في الأسواق نحو 2000 ليرة لبنانية.
إلا أنّ اليوم الاستيراد من الصين غير وارد ولجأت معظم البلدان من بينها لبنان الى استيراد الثوم من مصر. يقول ترشيشي: “سعر الثوم “بأرضو” بمصر لـ “الكونتينر” 2000 $ ولا كلفة جمرك عليه لذا نضيف نحو 100$ كلفة نقل وإضافة الى ذلك كلفة الكونتينر وبائع الجملة في سوق الخضار والوسيط وصولا الى البائع المحلي يصبح السعر في السوق نحو 8000 ليرة لبنانية.

إلا أن ذلك، ليس السبب الوحيد لرفع الاسعار بشكل كبير. يجزم ترشيشي بأن التصدير ليس سببا لارتفاع الاسعار كما يُحكى اليوم بأن المزارع يستغل الظروف ليصدر المحصول ما يقلل من الكميات الموجودة في السوق، إذ أنّه لا يصدر الا الموز والحمضيات.

رغم ذلك، تصدير الموز والحمضيات ما هو إلا دليل على وجود كميات منها في لبنان، ورفع سعرها في بعض المناطق غير مبرّر اليوم، وهو ما لا ينكره ترشيشي قائلاَ: “الطمع موجود عند الكلّ”. وبالتالي يشكل الطمع لدى العديد من التجار والقليل من المزارعين سببا رئيسيا لارتفاع الاسعار. وشدد ترشيشي على أهمية دور مديرية حماية المستهلك في هذا الاطار.

وكشف عن مبادرة من قبل طلاب جامعيين تتمحور حول عرض الخضار من دون وسيط ما يساهم بخفض الاسعار. وشجع ترشيشي مثل هذه المبادرات التي تحصل في عدد من الدول وتساهم بالحدّ من الطمع.

مع كل هذه الأسباب، يذكّر ترشيشي بأن المصارف لا تزال المشكلة الاساسية مع عدم تحرير أموال المزارعين ولا صرف الشيكات، إضافة الى سعر صرف الدولار الذي يرتفع يوماً بعد يوم والذي يؤثر على كلفة المواد الزراعية المستوردة كالبذور والاسمدة والادوية وغيرها.

مايا عيد

This website uses cookies to improve your experience. We'll assume you're ok with this, but you can opt-out if you wish. Accept Read More

Privacy & Cookies Policy