The News Jadidouna

الاب جوزيف ابي عون يعلن اصابته بكورونا … “مسيرة ايمان”

رصد موقع جَديدُنا

اعلن الاب جوزيف ابي عون إبن بلدة زوق مصبح وخادم رعية سيدة التلة دير القمر اصابته بفيروس كورونا وكتب على حسابه:

“مسيرة إيمان في أيام حجر كورونا.
هذا كان يوم الخميس الفائت.
بدون أيّ سابق إنذار أو أدنى تفكير، وأنتَ في ذروة نشاطكَ اليوميّ والتزاماتك، فجأةً تشعر ببعض العلامات التي تدلّ عادةً وبحسب سنيّ حياتنا الماضية بأنّ “الغريب” أو “الرشح” على الأبواب. لكنّنا كوننا في زمن كورونا، أنتَ مضّطرٌ للخضوع لفحص pcr. تعبيرٌ جديد دَخَلَ خِلسةً في لحظة من الزمن إلى قاموس حياتنا وأخذَ مكانَ الصدارة. ف “تحمل حالك متل الشاطر” وتتوجّه إلى أقرب مركز إستشفائيّ أو إختباري لهذا الغرض، وألف فكرةٍ وفكرة تتجاذب في رأسِكَ كموج البحر المتقاذف بين المدّ والجزر : ” كيف رح يكون الفحص! بوجّع! شو رح تحسّ !”. وصلنا بعد كلّ هذه التساؤلات إلى المكان المجهّز لفحص كورونا في المستشفى. تصلُ بسيارتك وتبقى فيها. لا يحقّ لَكَ النزول. هي كورونا وقوانينها الصارمة الفارضة نفسها علينا، شئنا أم أبينا. كم سؤال حول السبب في طلب الفحص، ثم إسمك الثلاثيّ ورقم الهاتف ليبلّغوكَ لاحقاً النتيجة، الخبر السار ” سلباً ” أم الخبر المؤلم “إيجاباً”. تخيّلوا هذا الأمر، حتّى في معاني الكلمات غيّرت كورونا: عادة عندما نحبّ شخصاً ويستحقّ الحبّ، نتحدث عنه إيجاباً، وعكس ذلك نتكلّم سلباً. هنا “تشألبت” المعايير.
المهمّ، تتقدّم من نافذة سيّارتك الممرّضة المولجة بموضوع أخذ الفحص. للوهلة الأولى، عندما تراها بلباسها الواقي ضدّ كورونا، يتهيّأ إليك وكأنّك في عالم النازا ونستعدّ للإقلاع بالمركبة الفضائيّة نحو السماء الواسعة. كلا لستَ في النازا، صوتُ الممرّضة الطيّبة بالإستعداد تُعيدك إلى الأرض، بل أنتّ في الواقع الجديد الذي إسمَه كورونا وله متطّلباته ومستلزماته. تطلبُ منكَ إرجاع رأسكَ قليلاً إلى الوراء. ينتابكَ شيء من القلق عندما ترى في يدها لا ندري ما نسميّها، إبرة طويلة أو شيء يماثلها. ترسمُ إشارة الصليب، تُدخلها في أنفِك اليمين ثم الشمال، ليمرّ كلّ شيء على خير. ثوانٍ قليلة مع زكزكة خفيفة وينتهي الفحص.
طبعاً إلى هنا الأمور طبيعيّة. لكن حينما تسمعُ صوتَ شخصٍ آخر من وراء مكتب في تلكَ الباحة يقولُ لَكَ ” إنتظر منّا الجواب بعد الرابعة مساءً”، تشعرُ بأنّ الأمور خرجتْ نوعاً ما من طبيعتها ودخلتَ في دورانِ الإنتظار، مع تساؤلاتٍ جديدة في الرأس حول النتيجة. يمرّ النهار ثقيلاً عليك. كلّ ما تقوم به لا يُغيّب عنكَ الساعة الرابعة مساء او بعدها والنتيجة. تضعُ أمامكَ جميع الإحتمالات. تشتغل. تأكل. تصليّ. أمّا الفكرُ عندَ صوتِ ذاكَ الشخص الذي أعلمني بوقت النتيجة. لا يأتيكَ النوم براحةٍ تامّة بعد الغداء. “قيلولة ناقصة وملّبكة متل الغيم المارق بزمن الخريف متداخل فيه الأبيض على السماويّ على الأسود والرماديّ”. اقترب الوقت. مرّت الساعة الرابعة. لم يأت الخبر بعد. تحاول أن تكونَ طبيعيّاً. تفلح من جهة، لكن من جهة أخرى يبقى القلق. عند نحو الساعة الخامسة مساءً، يرنّ هاتفكَ، فتقراء عنوان المستشفى، فتتشدّد وتفتح الخطّ ليُعلموكَ “الخبر المؤلم” بأنّ النتيجة إيجابيّة وعليكَ الحجر ١٤ يوماً وبعد ١٠ أيام تعاود الفحص.
بلحظةٍ تشعر وكأنّ زمنكَ المعتاد عليه يوميّاً توقّف هنا لتبدأ زمناً أخر له نمطُه وأنظمتُه. لحظة بشريّة صعبة، خاصةً بعد أن تكون قد واكبتَ منذ وقتٍ قريبٍ جدّاً أحد الأشخاص الأعزاء إلى مثواهم الأخير بسبب كورونا.
تسليم لمشيئة الله ولحماية أمّنا العذراء مريم وصلوات كلّ الناس الطيّبين وإرشادات الطبيب.
أصلُ الْيَوْم إلى هنا في مستهلّ “مسيرة إيمان حجر كورونا” ليتبعَ يوم غدٍ إن شاء الله في قلب المسيرة.
“كلّ شيء يؤول إلى محبّي الله”.
ليلتكم سعيدة أحبّائي وكلّ عيد يسوع المسيح الملك ونحن وأنتم ملوك بروحه القدّوس .”

يتمنى موقع جديدنا الشفاء العاجل للاب بو عون وكل مصابي كورونا.

 

 

 

 

 

 

 

 

This website uses cookies to improve your experience. We'll assume you're ok with this, but you can opt-out if you wish. Accept Read More

Privacy & Cookies Policy