آمنّا، يا إلهنا، وصدّقنا بحضور لاهوتِك وناسوتِكَ في القربان المقدس مع كل صِفاتِكَ الإلهية والانسانية. فأنت الذي اخفيت نفسك في حشى والدتك مريم العذراء تسعةَ أشهر. أنت الذي ولدت منها في مغارة بيت لحم. أنت الذي ترددتَ في العالم ثلثًا وثلثين سنة.
أنت الذي شفيت المرضى والعميان والمُقعدين وأخرجت الشياطين وأَحييتَ الموتى ومشيتَ على البحر. أنتَ الذي بشّرت العالم بالخلاص وهديت الضالين. أنتَ الذي سحقتَ الاصنام ولاشيتَ الكفر. أنت الذي جُلِدتَ وكُلِّلتَ بالشوك وقبلتَ انواعَ الآلام من الشعب الذي كفر بلاهوتك.
أنتَ الذي سلّمتنا جسدك ودمك تحت شكلَيْ الخبزِ والخمر في ذلك العشاء السرّي بواسطة رسلك القديسين. يا ايها المرتقي فوق طغمات الملائكة السماويين، قد ارتضيتَ الآن أن تمكث في كنيستك معنا نحن الخطأة لتدبرنا وتعزينا في حال ضيقاتنا وبلايانا، وتضيء علينا بنور حقائق ايمانك الروماني الاقدس، وتنشلنا من ظلام الكفر والارطقات والانشقاقات، وتقوتَنا بجسدك هذا الحاضر الآن امامنا، وتُروِيَنا بدمك الذي سفكته لأَجل خلاصنا والذي به فتحتَ أمامنا باب السماء واغلقتَ عنّا ابوابَ الجحيم، لتُحييَنا وتقدسَنا بلاهوتك وناسوتك. فلهذا نشكرك دائماً ونسجد امام جسدك ودمك الاقدس المرتفع أمامنا، معترفين بأننا غير مستحقين هذا السر الالهي، ولسنا أهلاً لهذه المحبة التي أحببتنا بها فأعطنا أن نذبح لك قلوبنا بالمحبة، ونشتاق اليك بالرجاء، ونتناولك بالايمان لتكون لنا زاداً عند ساعة موتنا. آمين.
