The News Jadidouna

بادرة أمل قد تنهي أزمة الكورونا…هذا ما حصل في الساعات الاخيرة

عندما يصبح بينك وبين الموت مسافة، أسئلة وخوف وقلق، تلجأ إلى الإيمان والى العلم، مع اقترابك من الله تعرف نوعا من الراحة النفسية التي تخفف من قلقك وخوفك، أما مع اقترابك من العلم، فتجد بعضا من أجوبة على أسئلة تتكاثر وتتكاثر عن وباء هز الكرة الارضية، وهز معها الكائن البشري بأخلاقياته وعلمه وحضارته وفلسفاته وماله وثرواته، ليثبت أن لا شيء ينفع الانسان في لحظة الحقيقة الا الانسان وانسانيته القادرة وحدها على المواجهة والانتصار في الأزمنة المصيرية.

ولأن الهدف الاول والاخير للطب هو الانسان كما يقول رئيس الهيئة الصحية الدكتور اسماعيل سكرية، كان لا بد من لقاء معه للوقوف على حقيقة المخاطر والحلول الواقعية لها والتي من اهمها حتى الان “ضرورة الاستفادة من المناعة التي تكونت عند من شفي من فيروس كورونا لمعالجة المصابين”، خصوصا وأن إحدى الشركات اليابانية بدأت تجميع المادة المناعية hyperimmune immunoglobulin من مرضى ووهان الصينيين المتعافين من فيروس covid-19 عبر سحبها من أمصال أجسادهم تمهيدا لتصنيعها دواء علاجيا لكورونا.

أما عن الكارثة الوبائية التي يواجهها العالم، فيؤكد سكرية انه “منذ تحكمت قوى المال وخاصة شركات الدواء العملاقة بالبحوث العلمية منتصف القرن الماضي، بدأ الوجه البشع والمرعب للعلم يتكشف، سالكا طريق الشر لاهداف “اقتصادية – سياسية – اجتماعية – عسكرية” على حساب “أنسنته” ووضعه في خدمة الانسان. ومن يراجع العديد من الكتب والمؤلفات العلمية الاميركية بالتحديد، الرافضة لشيطنة العلم وبحوثه واخضاعه لسلطان رأس المال ومصالحه، وخاصة كتاب Seeds of destruction “بذور التدمير” لمؤلفه البروفسور وليام انغدال حول التهجين الزراعي ومسرطناته وجرائمه الصحية من تشوهات خلقية وغيرها، وصولا للحروب الفيروسية ومحورها اليوم الكورونا، يصدم ويرفع اسئلة وتساؤلات مشروعة حول منشأ الفيروس “تصنيعا” كما العديد من قبله، لاستخدامات اقتصادية وصراعات استراتيجية كبرى، متفلتا من مصنع أبحاث في مدينة ووهان، مزلزلا العالم ومعولما هلعه ورعبه، فارضا حالة طوارىء صحية عالمية لا خطوط حمراء أمامها، مشددا على أن لن يتهم احدا، “لكنني على قناعة بأن فيروس الكورونا مصنع بأياد شريرة بدأت تتكشف حقائقها تباعا. وكنت أول من أشار الى ذلك اعلاميا بداية الازمة منذ شهر.”

 

 

لبنان

أما عن لبنان، فقال: “لقد اقتحم فيروس كورونا حياتنا دون سابق انذار، خجولا في بدايته رافعا درجة الهلع والحذر، وسرعان ما تراكمت اصاباته النائمة لتتصاعد ارقامها ملامسة مرحلة الانتشار Pandemic راسما طريقه كالتالي:
حط الكورونا رحاله عندنا قادما من إيران وإيطاليا، وتم التعاطي الرسمي ازاءه بداية بشيء من الارتباك والتردد عاكسا حال الدولة في لبنان، حيث كان من الضروري عند أول اصابة في 21 شباط، أن تتوقف الرحلات الجوية، وان استحال ذلك لاسباب بعضها انساني، فالبديل كان ليفرض التشدد في فحص ومساءلة القادمين بواسطة أطباء لا عناصر الامن العام ، والحجر المنزلي المراقب، والحجر الاستشفائي في مستشفى الحريري وقد حصل.

أما عن الاخطاء فقال: “لقد رميت المسؤولية وأثقالها على مستشفى الحريري وحيدا حتى اليوم، والمرهق أصلا بفعل استخدامه مشاعا للتوظيف السياسي وأعمال الفساد. وقد طالبت ومن اليوم الأول وما زلت، بتخصيصه بكامل طاقته (500 سرير) لمواجهة الكورونا ورعايته ودعمه بشريا وماديا، وسوف يحصل ذلك قريبا تحت ضغط التمدد الكوروني، وعدم جهوزية المستشفيات خاصة بخطوات مدروسة وعامة تنتظر التاهيل”.

 

 

أضاف: “وهنا، واحتراما لعقول الناس وكرامتها، لا بد من القول أن ضعف الاستعداد بهذه المواجهة، ناتج عن عقود من أعمال الفساد في القطاع الصحي والصمت والتستر عليه ، وهو الثمن الذي ندفعه اليوم. وعذرا إذا ذكرت انني ومنذ 23 عاما داخل البرلمان وخارجه، وأنا احذر من أن فوضى استهلاكية القطاع الصحي وأعمال فساده التي لا تقل عن 50% سوف يؤدي الى انهياره، حتى وصلت الكورونا والقطاع في عز مأزوميته، وبالشكل التالي:

1- وزارة الصحة ابتعدت كثيرا عن دورها المحدد بقانون انشائها عام 1946 (التوعية والوقاية والرعاية) وتحولت الى “مصرف مالي” 80% منه في خدمة الاستشفاء الخاص وذمته.

2- خلل إداري فاضح في وزارة الصحة مرده سياسي – طائفي – محاصصتي، وضع بعض الكفاءات جانبا ، وسلم المديريتين المعنيتين بالمواجهة (العناية والوقاية) لاشخاص غير أطباء.

 

 

3- مستشفيات حكومية تعمل بالحد الادنى وبما تيسر من الامكانات البشرية والتجهيزية. وقد دفعت ثمن التعيينات السياسية لمجالس إدارتها.

4- المستشفيات الخاصة لا زالت تتهرب من دورها في المواجهة، رغم ما حصدته من ثروات نصفها غير مشروع منذ عقود وبالتواطؤ مع الوزارة، خاصة المستشفيات الرافعة للعنوان الجامعي (بدون كلية طب) المضاف لأرباحها أموال برامج الامم المتحدة تحت عنوان “بحوث علمية” وأغلبها تنفيعية، مع تسجيل بدايات خجولة في بعضها.

5- غياب ملحوظ ومستهجن لدور نقابات المهن الحرة الصحية (طب وطب اسنان وصيدلة).

 

6- بعض ثقافتنا الاجتماعية يحد من جدية التزامنا الدور المطلوب بإبعاد الاحتكاك والتزام المنزل، كما التردد في التبليغ عند الاصابة، إما بسبب الخوف أو المكابرة أو الجهل واعتبار الاصابة “تهمة ووصمة عار”.

7- غياب موقف وطني موحد، يرتقي إلى مستوى الحدث وخطره على الجميع”.

المستقبل
أما عن المستقبل فيشير سكرية إلى “أن الوضع لا زال تحت السيطرة رغم احتمالات الانتشار، وهذا الاسبوع يبدو حاسما حيث تظهر نتائج مجموعة من الفحوصات المخبرية. وتجدر الاشارة هنا، إلى ضرورة الاستفادة من المناعة التي تكونت عند من شفي من الاصابة بهذا الفيروس، بعلاج المصابين”.

 

 

ويشدد رئيس الهيئة الصحية على أن الأمر بات في ملعب الناس أولا، وما شهدناه من مظاهر الجهل والتخلف والتفاهة من أعراس وسياحة وتجمعات، قد يتطلب اتفاقا سياسيا حول اعلان حال طوارىء، عنوانها الاساس “محاربة الكورونا” من خلال ضبط التجاوزات الاجتماعية، دون اي تجاوزات قد تفشلها.

الأدوية

وعن الأدوية التي جرى تداولها في الايام الماضية، فقد حذر الناس من التهافت على الصيدليات لشرائها خصوصا وانها تسوق يوميا على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي مدعية العلاج للكورونا، و”هذا محض ادعاء واستغلال مادي”.

 

 

وختم سكرية مؤكدا ان “لا علاج للكورونا المتجدد، وهناك تسابق دولي في هذا الاتجاه، وما يعلن عنه لا يزال قيد البحث ويتطلب تجارب سريرية متكررة، لن تظهر نتائجها في المدى القريب، لكن هناك بادرة أمل جدية ظهرت في الساعات القليلة الماضية وهي ضرورة الاستفادة من المناعة التي تكونت عند من شفي من فيروس كورونا لمعالجة المصابين”، خصوصا وأن احدى الشركات اليابانية بدأت تجميع المادة المناعية hyperimmune immunoglobulin من مرضى ووهان الصينيين المتعافين من فيروس covid-19، عبر سحبها من أمصال أجسادهم تمهيدا لتصنيعها دواء علاجيا لكورونا.

تحقيق ناديا شريم

This website uses cookies to improve your experience. We'll assume you're ok with this, but you can opt-out if you wish. Accept Read More

Privacy & Cookies Policy