The News Jadidouna

بشرى الى الراغبين بالعودة

قبل ساعات، طلبت الخارجية الفرنسية من مواطنيها حول العالم “البقاء حيث هم”. وهو اجراء اتبعته الدولة الفرنسية على غرار الكثير من دول العالم، مفضّلة تأمين سلامة مواطنيها في الخارج، ريثما تتبدّل الأحوال وتنحسر موجة الكورونا. أما في لبنان، فالمقاربة كانت مختلفة، وتبدأ الحكومة مع نشر هذه السطور المرحلة الثانية من عملية اجلاء اللبنانيين الراغبين بالعودة، والتي ستمتد من اليوم وحتى الثامن من أيار.

منذ بدء أزمة الكورونا وأصوات اللبنانيين في الخارج ترتفع. فبين الخوف والقلق، ارتفعت مطالبة عائلات وطلاب وأفراد بالعودة، وباتت الـmtv تتلقى في شكل يومي رسائل عبر وسائل التواصل الاجتماعي واتصالات هاتفية تتحدّث عن تقصير من الجهات الرسمية واتهامات بالمحسوبيات، مترافقة مع “اعرضوا قصتنا بركي بيتغيّر شي”.
واذا كانت هذه الصرخة مفهومة انطلاقاً من أن “يلي ايديه بالنار مش متل الايديه بالماء”، الاّ أن مصادر رسمية ديبلوماسية تبدي وجهة نظهر مختلفة لموقع mtv. وتشرح انه “في الوقت الذي يبدو العالم من حولنا في جمود، فإن الدولة اللبنانية تسيّر رحلات وتتخذ الاجراءات اللوجيستية والصحية اللازمة لاستعادة أبنائها من الخارج”.
وتشير المصادر عينها الى أن “عملية الاجلاء ليست سهلة، بل دقيقة وتتطلب بعض الوقت، لجهة الاستحصال على أذونات من الدول التي سيتم اجلاء اللبنانيين منها. وبعض هذه الدول يرفض، والبعض الآخر يتأخّر، ما ينعكس حكماً على جدول الرحلات، بتقريب رحلة او بتأخير أخرى”.
في الواقع، هناك لبنانيون في 150 دولة حول العالم يرغبون بالعودة، ما يجعل العدد بالآلاف. وهو ما دفع بخلية الأزمة ووزارة الخارجية الى اعتبار “كلّ لبناني راغب بالعودة أولوية”. ولكن الإختيار يتم وفق اوضاع كلّ منهم على قاعدة ان “هناك الوضع السيء والاسوأ”.
وهل من ظلم يقع على لبنانيين راغبين بالعودة؟ تؤكد المصادر الديبلوماسية “لا نعقتد ذلك. واذا كان من ظلم، فالأكيد أن لا شيء مقصوداً. فمن الطبيعي أن يعتبر كل لبناني في الخارج أن مشكلته كبيرة، نظراً للاوضاع الصحية والمالية في بعض الدول، ولكن الحكومة تنظر الى الصورة الشاملة، فترى أنها أمام “بازل” كبير من المشكلات، فتقوم بواجبها بتفكيك المطبات على مراحل. وهي تراعي في كل مرحلة اجلاء التقسيم العادل بين القارات بنسب متساوية تقريباً، فتستقدم 30% من كل قارّة”.

تكللت المرحلة الأولى بالنجاح. ووزارة الصحة تتابع في شكل يومي الوضع الصحي للعائدين. وهناك اصابات لا تظهر عند الوصول، بل بعد أيام منه، وتدرج في التقرير اليومي لوزارة الصحة ضمن خانة “الوافدين”.
ووفق معلومات موقع mtv فإنّ الكثير من الدول الإفريقية خصوصاً التي لم تدرج ضمن المرحلة الثانية من الإجلاء، ستكون ضمن المرحلة الثالثة، ومن بينها بوركينا فاسو وافريقيا الوسطى على سبيل المثال لا الحصر، وهي من البلدان التي رفعت فيها الجالية اللبنانية الصوت للعودة، ولكن مسار الاجراءات اللوجيستية والرسمية والموافقات المطلوبة لم يسمح بضمّها الى المرحلة التي ستبدأ اليوم. العودة مؤكدة، ولكن لسان حال الدولة: “مش ناسيينكن، اصبروا… فلستم لوحدكم”.

كبريال مراد

 

 

 

 

This website uses cookies to improve your experience. We'll assume you're ok with this, but you can opt-out if you wish. Accept Read More

Privacy & Cookies Policy