The News Jadidouna

بهاء الحريري.. ظاهرةٌ أم عنوان مرحلة؟

صوت بيروت انترناشونال

يستعصي على الكثير من المراقبين فهم الواقع اللبناني من زوايا التغيير الحتمي في السنوات المقبلة بل حتى الأشهر القادمة ، لأن تخبط الطبقة السياسية الحاكمة ومن خلفها ميلشيا حزب الله الإيرانية أمرٌ يلقي بظلاله على مستجدات الحراك السياسي وحتى الحالة الإقتصادية الراهنة والمتعثرة بسبب تهاوي الليرة إلى مستويات متدنية أمام الدولار.

لكن بهاء الدين الحريري وهو النجل الأكبر للرئيس الشهيد رفيق الحريري فرض نفسه على الساحة اللبنانية منذ مدة ، وخلط أوراق المتآمرين على البلد حين أعلنها بصراحة متناهية أنه يدعم الإنتفاضة السلمية ويؤمن بمبادئ ثورة ١٧ تشرين الهادفة لإعادة الأمور إلى نصابها في بلد إحتلت إيران عبر حزب الله جميع مؤسساته وأصبح زعيم الميلشيات حسن نصر الله الحاكم المعلن للبنان.

والحريري الإبن بخلاف شقيقه سعد رجلٌ لم تتلطخ يداه بأوساخ صفقات التسوية والمال السياسي ، فهو رجل أعمال عصامي وناجح ، وله رؤية خاصة به ، وتعبر عنها بياناته المختصرة والهامة والتي تلقى رواجاً في أوساط الناس الثائرين ضد العهد العوني والهيمنة الإيرانية والمحاصصة الطائفية المتحكمة في تفاصيل اللعبة السياسية في بعبدا والسراي الحكومي فضلاً عن ساحة النجمة.

ولأن بهاء بطبعه كثير الأفعال قليل الأقوال ، فإن الكاريزما المحترمة التي يتمتع بها في الأوساط المحلية والإقليمية والدولية جعلت منه عنوان مرحلة لدولة لبنان كلها وليس ظاهرة تجتاح المشهد دون تأثير ، فـ لاءات بهاء المعروفة اليوم تتمثل في الآتي : لا إحتلال البلد ، لا سيطرة السلاح غير الشرعي ، ولا إلغاء المؤسسات الدستورية ، ولا نهب وسلب الخزينة اللبنانية.

وفي الوقت يستثمر بهاء في الإنسان اللبناني ، ويوجه كلامه عادة للمواطنين دون سواهم ، فهو كغيره قد يأس من محاولات إصلاح هذه الطبقة الحاكمة ، ويكره بطبعه خلط الخاص بالعام ، فعلى المستوى العائلي داخل البيت الحريري يكن كل المحبة لأخيه الأصغر الشيخ سعد ويحبه ويحترمه ، لكنه يختلف معه في إدارة العملية الوطنية لأن النتائج كانت كارثية على مدار السنوات الماضية.
ويجتهد بهاء وفريقه السياسي والإعلامي والوطني لإبراز الجميل في لبنان ، ووضع نقاط الحق على حروف المصداقية في مواجهة باطل الهجمات التي لاتخفي وجوه من ورائها من المذعورين جداً من عمل ونشاط وكلمات وبيانات ومواقف بهاء الحريري في كل مناسبة لأنه يضع يده على الجرح النازف في لبنان دون مواربة أو تهرب.

وسواءٌ أصبح بهاء الحريري رئيساً لوزراء لبنان في القريب العاجل أو الآجل فإن هذا خياره الشخصي الذي لم يعلن عنه بعد ، لكنه يمثل الآن أمل الكثير من أهالي لبنان في التغيير الحتمي ، سيما داخل الطائفة السنية التي رفضت وترفض طبيعة العمل الفاشل لتيار المستقبل ، وترى في بهاء رجلاً صادقاً يحمل كل صفات رجالات الدولة القادرين على نقل لبنان وشعبه من ضيق العقوبات إلى ساحات العمل والنهضة الجديدة.

المصدر: صوت بيروت انترناشونال

This website uses cookies to improve your experience. We'll assume you're ok with this, but you can opt-out if you wish. Accept Read More

Privacy & Cookies Policy