The News Jadidouna

“تلطيشات” نصرالله: “نموّلكم لتنتقدونا؟”

يجيد حزب الله الرصد. لا نتكلّم هنا عن الميدان، بل عن السياسة. يصغي، يحفظ ويسجّل. وبعد ذلك كلّه، يحاسب. ويشكو بعض المقرّبين من الحزب من أنّه يسامح كثيراً. يتلقّى الطعنات من بعض الأقربين، بل حتى من بعض من صنعهم الحزب، ومع ذلك يغفر و”يطنّش”.

في الأمس حفلت كلمة أمين عام حزب الله السيّد حسن نصرالله بأكثر من “لطشة”. الأقربون أولى بـ “التلطيش” يصحّ القول. واللافت أنّ البعض نشط في التفسير والتحليل. وكالعادة، “ما في بالميدان إلا جبران”. اعتبر كثيرون أنّ السيّد نصرالله يتحدّث عن جبران باسيل. الحقيقة في مكانٍ آخر.

يقول مقرّبٌ من الحزب، ردّاً على سؤال “هل المقصود باسيل؟”: “لا، بالتأكيد. كان عم ياكل قتل معنا بقضيّة الفاخوري” يجيب بحزم.

لكنّ أمين عام حزب الله، الذي تحدّث عن أصدقاء أميركا في لبنان، ومعرفة المقصودين هنا ليس عملاً شاقّأً، توقّف أيضاً عند بعض من يُفترض أنّهم من أصدقاء حزب الله، ومن حلفائه، ومن بيئته.

هو أطلق النار مباشرةً على صحيفة “الأخبار” التي “فتحت” على حسابها في الأيّام الأخيرة، تماماً كما “شطحت” كثيراً منذ أسابيع في استهداف رئيس مجلس النواب نبيه بري. كاد السيّد يقول “نموّلكم لتنتقدونا؟”. هناك من يقول إنّ “الأخبار”، التي بات رئيس مجلس إدارتها يملك شقّة باهظة الثمن في الجناح، يأتيها المال أيضاً من مكانٍ آخر. من الخارج غير الإيراني. من هنا بعض “البرعطة” في المقالات. في الأمس أتت الرسالة واضحة من السيّد نصرالله: “كفى برعطة”.

وقصد أمين عام حزب الله أيضاً بعض أصحاب التصريحات التي سمعناها في الأيّام الأخيرة، وفيها مزايدات على الحزب وبيان كتلة الوفاء للمقاومة. قد تطول اللائحة هنا من نائبٍ وصل على لائحة الكتلة نفسها في البقاع، الى نائبٍ جنوبيٍّ حليف تحدّث عن صفقة، الى وزيرٍ سابق غرّد ولم يراعِ…

سجّل حزب الله ما قيل جيّداً. حاسب السيّد نصرالله، ولو بين السطور. ربما يتوقّف الأمر هنا، خصوصاً أنّ من وصلتهم الرسالة سيخرجون لاحقاً بخطابٍ آخر لاسترضاء الحزب وأمينه العام. من يقدر، في هذه الأيّام الصعبة، على “زعل” الحزب والسيّد من الحلفاء؟
داني حداد-mtv

This website uses cookies to improve your experience. We'll assume you're ok with this, but you can opt-out if you wish. Accept Read More

Privacy & Cookies Policy