The News Jadidouna

حرب الضباع القادمة: احذروا ايها اللبنانيون

مصائب قومٍ عند قومٍ فوائدُ. مثل نحفظه عن ظهر قلب ولا اكثر من هذه الايام انطباقاً على هذا المثل.

لقد عرف اللبنانيون اياماً سوداء كثيرة عبر التاريخ ولكن احداً لم يتصور هذا المزيج من الاحوال السوداوية التي نعيشها.

تخسر الناس اشغالها، تعمل بنصف اجر، تعمل ولا تقبض، جنى العمر ضاع في متاهات المال والسلطة، الهيركات غير المعلن، كلام رسمي يقول “معروف كيف تبخرت الودائع” تعويضات ومعاشات تقاعدية في مهب اسعار الصرف التي بلغ اعلاها واكثرها معنى لمعيشة المواطنين 4000 ليرة لكل دولار.

لقد دأب اللبنانيون على الثقة بادخار بديل للايداع في المصارف هو الاستثمار في شراء منزل او قطعة ارض او محل تجاري او مكتب لقناعتهم ان العقار يبقى افضل استثمار وانه في نهاية المطاف هناك شئ ملموس تمتلكه ويسترك من غدرات الزمن.
مع اتساع نطاق الازمة الاقتصادية بات الجمود هو سيد الموقف في القطاع العقاري. عقارات لها اسعار قد نختلف في تحديد قيمتها الحقيقية ولكننا نتفق انه بغض النظر عن هذه القيمة فلا يوجد اليوم مشترون، وهم ان وجدوا يدفعون بشيك مصرفي بات الفارق بين قيمته الاسمية وقيمته الفعلية الضعف.

هذه الظروف هي ظروف سانحة لضباع المال الذي يتحضرون الان للانقضاض على فريستهم واستغلال الحاجة المادية للناس واضطرارها لبيع شقا العمر وميراث الاهل بابخس الاثمان.
بدأنا نرى ملصقات توزع على منصات التواصل الاجتماعي تعلن استعدادها لشراء العقارات بالدولار الفريش وتشير ترغيباً للبائعين انها لا تدفع شيك مصرفي ولا بالليرة اللبنانية.

هذا الاعلان الناعم هو بداية انقضاض الوحوش على ما تبقى من خميرة الدهر بابتزاز الناس واضطرارها لبيع ما تبقى لها من أصول ثابتة بالقليل من الدولارات.

علينا الحذر والصمود مهما كلف الامر. هذه ايام سوداء وستمضي كما مضى غيرها الكثيرات. ارزاقكم اليوم هي خط الدفاع الاخير عن وجودكم فلا تبيعوا وجودكم بقرشين من الفضة. اعان الله المضطر واعطاه الصبر وقهر الذات حتى انبلاج يومٍ جديد.
د. بيار الخوري
اكاديمي وخبير اقتصادي
خاص موقع جديدنا الاخباري

This website uses cookies to improve your experience. We'll assume you're ok with this, but you can opt-out if you wish. Accept Read More

Privacy & Cookies Policy