The News Jadidouna

حين تبدع حراجل… وتلقب بالعاصمة

خاص جان زغيب تبدع حراجل الكسروانية في اعالي كسروان من خلال مجتمعها الفاعل في كل الحقول السياسية، الاجتماعية، الثقافية ، الرياضية ، التعليمية والدينية. اذ إن ثقافة اهلها وابداعهم في الشعر جعلها عاصمة للشعر الزجلي والمحكي والروايات. ففي هذا الاطار، يبرز الشاعر الكبير موسى زغيب الذي تألق محليا وعالميا بالمباريات التاريخية وتميز بالتعمق والمعاني الصعبة. طور الشعر ولمع بالشروقي وبصوته الدافئ. لقبوه بـ”المَلِك”، وُلِدَ في حراجل عام 1937. واعتلى المسرح حين كان في السابعة عشرة من عمره، وظلَّ رفيقَ الشاعر خليل روكز حتّى وفاة هذا الأخير عام 1962. وبعده رئس جَوقة “خليل رُوكز”، ثمّ غيّرَ الاسم إلى “جَوقة القلعة”. ويُعتبَر موسى زغَيب القُطب الأكبر في مُباريات التحدّي بين الفِرَق الزجَليّة في لبنان. وتقديرًا لجهوده وشعره المميَّز منحَته الحكومةُ اللبنانيّة وِسامَ الاستحقاق اللبنانيّ عام 1973، “لِنَشرِه رسالةَ التُّراث اللبنانيّ في لبنان وجميع بلدان الاغتراب.” كما كرم في العديد من المناسبات والمناطق. هو الخصم العنيد والجبّار يُحسَبُ له ألفُ حساب على المنبر. لا ينسى الزجل ايضا الشاعر الراحل بطرس ديب زغيب الذي ارتجل الزجل منذ العشرين من عمره صعد الى المنابر وكان أحد اعضاء جوقة الأرز الجبلية ثم انتقل الى جوقة الجبل برفقة الشاعر الراحل خليل روكز واخيراً جوقة القلعة التي كانت تحمل اسم خليل روكز وبقي فيها الى أن وافاه الأجل في 19 آذار 1984. عاش بطرس ديب في بيت جميع أفراده ينظمون الشعر وكان شقيقه طانيوس ديب زغيب من ابرع شعراء الزجل وهو الذي قال عنه الشاعر علي الحاج ” اذا بقي طانيوس ديب زغيب على قيد الحياة، فإنه سوف يسدّ الفراغ الذي تركه شحرور الوادي”، ولكنه توفي فجأة فوق المنبر وهو في مطلع العمر واستطاع بطرس أن يسد هذا الفراغ. كان يتميز بالغزل والعتابا أكثر من أي مجال، شارك بأكبر مباريات الزجل اللبناني مع أكبر الشعراء منها مباراة المتين، المشرف، دير القلعة، المدينة الرياضية اضافة الى آلاف الحفلات الزجلية. كما قام برحلات عدة الى المهجر ومنها أوروبا افريقيا واستراليا، ناقلا لبنان الى أبنائه المغتربين شعراً وحنيناً ووطنية.له ديوان مشاوير وهو من اجمل ما كتب في الغزل والشعر.

شارك في مأتمه 75 ألف شخص. بالنسبة لجوقة القلعة فقد انتقلت رئاستها الى الشاعر المحامي سميح خليل الذي رافق خاله موسى زغيب منذ نشأته على المنير الزجلي وشارك في مباريات كبيرة جدا الى جانب العمالقة. نجح في التألق ليحمل إرث القلعة الكبير ويكمل برسالة الشعر حاليا. يقوم بجولات في العديد من المناطق اللبنانية وحول العالم له ديوان شعري وقصائد عديدة ملفتة. الانظار كلها على خليل اليوم كي يحمل شعلة غنية بالتراث بصمت بالتاريخ الى الاجيال الاتية وهو القطب الساطع حاليا. نعود اليوم ايضا مع الشاعر الدكتور الياس ي زغيب مدير ثانوية كفردبيان. درس اللغة العربية وآدابها ودرّسها وكان لمعلميها منسّقا في عدة مدارس. أصدر ديوانين شعريين باللغة المحكية “جراس الحبر” و”قجّة النسيان”. ابدع ونحت افكاره على منابر شعرية في كافة المناطق اللبنانية. يعتبر ان اللغات المحكية هي الأصدق تعبيراً وفيها مدى أوسع للتعبير. زغيب من مؤسسي جمعية “تجاوز” وهي جمعية ثقافية فنية تسعى إلى تشجيع الأدب الطليعي عند الشباب والفن الطليعي أيضاً. وقد بدأت بأمسيات شعرية فنية أسبوعية. ايضا هو عضو الهيئة الإدارية لاتحاد الكتاب اللبنانيين وللحركة الثقافية في لبنان، عضو مؤسّس وأمين سرّ جمعيّة بيت الشِّعر. تضم حراجل العديد من الشعراء ايضا أبرزهم الصحافي شربل زغيب الذي أصدر كتابين مؤخرا وانطلق في كتابة الشعر من محطّات تاريخيّة ومن الواقع الراهن الحافل بالأحداث.ويتنقّل شربل زغيب بسهولة بين الغزل والشعر الوطني، ويتفاعل مع الحدث برقّة الشاعر وموضوعيّة الصحافي، وتمتزج في قصائده مشاعر الألم والأمل. جبران الزغبي الذي يشارك في مناسبات عديدة في البلدة وخارجها وله قصائد مميزة يعرف بنقده الصائب للامور الحياتية والسياسية والاجتماعية.

كما ان الشاعر شربل سمعان زغيب الذي شارك في حفلات زجلية ورافق كبار الشعراء الى جانب موسى زغيب. غنى على المنابر واغنى المكتبة الشعرية بقصائد تحاكي كافة المواضيع. يشارك ايضا في امسيات شعرية في العديد من المناطق وهو معروف جدا في هذا الوسط. اضافة الى الذين ذكرناهم، لمع البعض من الذين لم يمتهنوا الزجل وغنوا في المناسبات والقوا القصائد على المنابر ومنهم الرئيس انطوان فارس زغيب الذي اصدر ديوانا غنيا بالقصائد وقد رافق الشاعر موسى زغيب في مناسبات عدة لحضور حفلاته. على صعيد الأدب، يلمع الكاتب الدكتور الياس حنا زغيب وهو كاتب روائي للاطفال والناشئة. حائز على دكتوراه في العلوم التربوية ومجاز في الفلسفة. عمل محاضرا في ادب الاطفال وادب الشباب في كلية التربية الجامعة اللبنانية واستاذ في مدرسة الليسيه. حاز على جائزة افضل روائي في العالم العربي في ادب الاطفال وله روايات عديدة تدرس في المناهج المدرسية. وفي هذا الاطار، لا يمكن الا ان نذكر الدكتور جميل زغيب الذي حارب مرضه بعدما أصبح غير قادر على أي حراك جسدي سوى العينين، لا حتى على الكلام، أو البلع، أوالتنفس. حول زغيب مرضه الى طاقة للكتابة عن تجربته وتمكن من بواسطة عينيه كتابة أربعة كتب وترجمتها الى اللغة العربية و الإنكليزية ليساوي مجموعها تسعة كتب. وشارك في العديد من المحاضرات حول العالم ومقابلات تلفزيونية واذاعية عدّة. تم تكريمه بعد اعداد فيلم وثائقي عن تجربته وتسلم جائزة يفتخر بها كل لبنان لما يبذله الحكيم رغم تعبه وألمه. اما الكاتب سليم الفرنجي فقد ابدع بريشته الادبية ووقع كتابه في تاريخ الادب وهو لا يزال يسكب من عمقه وتجاربه ولياقته حروفا مهذبة بصور الجمال الدافئ الذي يدخل القلب دون استئذان. أعتذر ان سقط سهوا ذكر كبار أهل البلدة من شعراء وادباء. صحيح انني شاركت ببرنامج اوف للشاعر موسى زغيب وكتبت القصائد واتجهت نحو الصحافة ولكن أعمالي تبقى قليلة امام هؤلاء الكبار الذين اوجه لهم تحية من القلب متمنيا لهم التوفيق في كافة الاعمال المقبلة. هنيئا لكسروان ولبنان برجالات طبعت في ذاكرة التاريخ ابداعا لن يغيب عن لوحات الجمال في العالم كله. جان جورج زغيب خاص موقع جديدنا الاخبار.

This website uses cookies to improve your experience. We'll assume you're ok with this, but you can opt-out if you wish. Accept Read More

Privacy & Cookies Policy