في هذه المرحلة التي يمر بها لبنان على كافة المستويات، يُعتبر الأمن خطّا أحمر باعتبار انه السد المنيع بوجه الحروب والتشبيح وانفلات الشارع نحو الأسوأ كما انه يحمل الاستقرار الذي تُبنى على أساسه الأوطان.
بالتأكيد ان الوضع الحالي لا يجيز لأحد الإخلال بأمن الأفراد والتعدّي عليهم وهناك من يستغل غضب الشارع لكي يتهرّب من قلة مسؤولية ويقول: “شو أنا وحدي .. روحو شوفو السلاح بهيدي المنطقة “.
في أقل من أسبوعين، شهدت مناطق عديدة اطلاق نار جراء اشكالات فردية لا معنى لها إما على أفضلية مرور أو تلاسن وغيره وهذا ما لم نعهده من قبل من حيث التفاهة والاستخفاف بهيبة الدولة في هذه الظروف الدقيقة. هناك من يبكي الآن على ما اقترفه ويدفع ثمنه معللا انها كانت “لحظة غضب” فدمّر حياته وأنهى حياة الأخر لأسباب لا معنى لها عاد ليكتشفها خلال عقوبته وقهره.
لذلك، وإن حصل الخلاف لا داعي من استعمال أدوات حادة وأسلحة تؤدي الى إنهاء حياتك وحياة الآخرين. أبسط ما يمكن للمرء أن يفكر به هو عائلته في حال تجرّد من الانسانية تجاه الآخر.
بالتالي، علينا جميعا مواجهة هذه الظواهر التي تهددنا جميعا لحظة غضب أحد الاشخاص القادر على تدمير مستقبل يندم عليه لاحقا عند فوات الأوان . فلتكن أخبارنا توعوية تتناقل فيما بيننا لترشيد افراد المجتمع والحد من الاصابات والقتل “التافهة” و”العشوائية” التي تضرّ الفاعل قبل كل شيء.
جميعا، نعلم ان لحظات الغضب ازدادت خصوصا في ظل الهموم والشجون التي تعتري كل لبناني ولكن لا يجب ان ندعها تقتلنا وتنهي ما بدأناه.
جان جورج زغيب
