The News Jadidouna

قطاع الضيافة يلفظ أنفاسه الأخيرة…هذا ما سيحصل

خاص جديدنا

Jadeedouna –  لا يمكن لاحد تقدير وضع القطاعات الاقتصادية مع استمرار جائحة كورونا وبالاحرى لا يمكن تقديرها بعد الخروج من الجائحة.
لكن قطاع الضيافة في لبنان بات متعرضاً لخطر انهيار واسع وربما يقوم بلعب دور القاطرة لانهيار قطاعات اخرى بسبب حجم هذا القطاع في الاقتصاد اللبناني كما بتوزع الفسيفسائي لمداخيل ومصاريف هذا القطاع.

قطاع الضيافة بما يشمل من فنادق ومطاعم وهي تشمل سوق السندويش والمنقوشة و”ناولني” مرورا بالمقاهي ومطاعم الوجبات السريعة والدليفري وصولا الى مطاعم اللائحة ومرابع السهر، تراوحت نسبة مساهماته بالنشاط الاقتصادي بين ١٥ و٢٠٪ خلال العقدين الماضيين. لا يوجد احصاءات حول حجم العمالة في هذا القطاع بسبب عدم التصريح للتهرب من الموجبات الضريبية لكن رئيس نقابة أصحاب الفنادق يقدر ان ١٥٠ الف عامل وعاملة يشتغلون في قطاع الضيافة.
معظم هؤلاء العاملون هم عمال غير رسميين. وخلال السنوات الاخيرة اتسعت ظاهرة الطلاب والطالبات الجامعيين العاملين في القطاع بعد تقلص ميزانيات الاسر وتراجع قدرة الاهل على تمويل تعلم ابنائهم وبناتهم.
يرتبط بالقطاع ايضا منتجون ريفيون يؤمنون الخضار والفواكه والمونة ومنتجات حيوانية متنوعة بالاضافة الى صيادي الاسماك.
القطاع هو مستأجر رئيسي من الملاك العقاريين في ظل انتشار مؤسسات الضيافة كالفطر في كافة المناطق اللبنانية.
القطاع ايضاً دافع ضرائب كبير خاصة ضريبة القيمة المضافة وتتغذى من رسومه ميزانيات البلديات.

يبقى ان نشير انه قطاع منكشف على القروض المصرفية من قروض مؤسسة كفالات او القروض التجارية المباشرة.
فالى اين يتجه هذا القطاع بعد الجائحة ؟
يتفق المحلّلون ان هذا القطاع سوف يعاني عبر العالم بفعل تغير سلوكي قوي يقوم على اتجاه المستهلك للتعرض اقل لاماكن التجمع وكل ما يحوي اخطار مرتبطة بالتعقيم والنظافة وعلى رأسها مؤسسات قطاع الضيافة.

والدول التي. تتكل على السياحة الوافدة سوف تتعرض لاثار مضاعفة لأن اختيارات السفر سوف تكون محدودة ومرتبطة اكثر فأكثر بالضرورة. سوف يلعب إنخفاض مستوى الدخل دوره في تراجع الطلب على السياحة والسفر.

وبالاضافة لتراجع سوق السياحة الدولية وتغير سلوك المستهلك المرتبط بالتعقيم سوف يعاني قطاع الضيافة في لبنان من اثار انخفاض الدخل الوطني الى النصف وبالتالي انخفاض الطلب الكلي في الاقتصاد. سوف يكون محدودو الدخل الاكثر تأثراً بانخفاض الدخل وهم يشكلون الفئة الاكبر المستهلكة لخدمات الضيافة. ان اعادة توزيع ميزانيات الاسر تبعاً للتضخم والانخفاض الحاد في الدخل سوف يكون اول ضحاياه قطاع الضيافة.

سوف يشكل هذا القطاع ضحية كبيرة لتزاوج الانهيار الاقتصادي وجائحة كورونا. ومن هذه الضحية سيتفرع ضحايا كثيرون منهم طلاب الجامعات واقساطهم وصغار الموردين في الريف والساحل وزيادة اتجاه الشباب نحو خطر الجريمة المنظمة بفعل البطالة.
د. بيار الخوري – خاص جديدنا
اكاديمي وخبير اقتصادي

This website uses cookies to improve your experience. We'll assume you're ok with this, but you can opt-out if you wish. Accept Read More

Privacy & Cookies Policy