The News Jadidouna

كورونا والسرطان.. نصائح خبير بأميركا للوقاية وتقوية المناعة

مع انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) في أنحاء العالم وتسجيل حالات العدوى في معظم البلاد، ومع تصنيفه من قبل منظمة الصحة العالمية جائحة عالمية، لا بد من تبيان أثر هذا الوباء على مرضى السرطان والعاملين في مجال علاجه ومتابعته.

بداية فإن الفيروسات التاجية التي ينتمي لها فيروس “كوفيد-19” هي فصيلة كبيرة من الفيروسات التي قد تسبب المرض للحيوان والإنسان. ومن المعروف أن عددا من فيروسات كورونا تسبب للبشر حالات عدوى الجهاز التنفسي التي تتراوح حدتها من نزلات البرد الشائعة إلى الأمراض الأشد ضراوة، مثل متلازمة الشرق الأوسط التنفسية والمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة (السارس).

وكوفيد-19 هو مرض معد يسببه فيروس كورونا المُكتشف مؤخرا. ولم يكن هناك أي علم بوجود هذا الفيروس وهذا المرض المستجدين قبل تفشيه في مدينة ووهان في الصين في ديسمبر/كانون الأول 2019.

ومن الأمور التي نعرفها عن فيروس كورونا أنه كبير الحجم نسبيا، فلا يمكنه اختراق الكمامات البسيطة المتوفرة، وكذلك فهو ثقيل الوزن نسبيا فيتساقط على الأرض وأسطح الأجسام ولا يتطاير في الهواء مسافات كبيرة.

أيضا نحن نعرف أن فيروس كورونا لا يسبب السرطان، أما سبب اعتلال صحة المصابين بكورونا ووفاة بعضهم، فهو بشكل أساسي الالتهابات الرئوية التي قد تصل إلى المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة وتعطل الجهاز التنفسي.

أكثر عرضة
لكن المرضى المصابين بالسرطان ويخضعون للعلاجات الكيميائية أو المناعية أو الأدوية الفموية الموجهة أو العلاج الشعاعي أو من يخضعون لزراعة نخاع العظم، معرضون أكثر من غيرهم للإصابة بالفيروس المعدي، ويعود هذا بشكل أساسي لضعف الجهاز المناعي عند كثير منهم، لذلك يجب الانتباه وأخذ الحيطة.

ففي دراسة حديثة -نشرت في مجلة لانسيت الأميركية في فبراير/شباط الماضي- على حوالي ألفي مصاب بالفيروس في الصين من أكثر من 500 مشفى، تبين أن مرضى السرطان كانت أعراض فيروس كورونا عليهم أشد من باقي المرضى وحالتهم أكثر خطورة، كما كانت احتمالية تطور حالتهم إلى مراحل حرجة أعلى من المرضى الآخرين.

ويجب التنبيه إلى أن هذه العينة من المرضى صغيرة لذا يصعب استنباط النتائج منها، مقارنة بدراسات يكون فيها أعداد المرضى أكبر.

وذكرت الدراسة أن من الأسباب الرئيسية لكون مرضى السرطان أكثر عرضة للخطر هو تثبيط المناعة، سواء من مرض السرطان نفسه أو من العلاجات التي تعطى لمريض السرطان وبعضها يثبط جهاز مناعته.

بالإضافة لذلك، فإن مرضى السرطان غالبيتهم يكونون عادة كبارا في العمر، وأيضا لأن العديد من مرضى السرطان -وخاصة سرطان الرئة- يكونون من المدخنين. كل هذه عوامل تزيد خطر تطور مرض كورونا لدى المصاب إلى مرحلة حرجة.

نصائح عامة للوقاية لكل الناس

1- يجب أخذ الاحتياط عند ملامسة الأثاث غير النظيف أو أجهزة الآخرين الإلكترونية، فأسطح هذه الأشياء هي من الأسباب الرئيسية التي وُجد أنها تنقل عدوى كورونا.

2- المحافظة على النظافة الشخصية بشكل جيد جدا، مثل غسل اليدين بالماء الفاتر والصابون لمدة عشرين ثانية على الأقل، والتأكيد على التنظيف الشديد لرؤوس الأصابع، حيث إن لمس الوجه والعينين يتم من خلال رؤوس الأصابع.

3- مسح الأيدي باستخدام المعقمات الكحولية عدة مرات في اليوم.

4- تغطية الفم أثناء العطاس حيث ينتشر الرذاذ.

5- تجنب المصافحة أو لمس أجسام الآخرين.

6- تجنب الاجتماعات المكتظة والأماكن العامة المزدحمة.

7- تأجيل السفر إلا في حالات الضرورة.

8- إبقاء مسافة أمان بين الأشخاص.

9- تجنب أي شخص عنده ارتفاع حرارة أو أعراض تنفسية.

نصائح لوقاية مرضى السرطان من كورونا

بالإضافة للتوجيهات السابقة، ينصح مرضى السرطان بالتالي:

1- مرضى السرطان عادة تكون زياراتهم كثيرة لأطبائهم وعيادات الأورام ومراكز العلاج لتلقي الجرعات الدورية، كل هذه الأمور تجعل تعرضهم واحتكاكهم بالآخرين أكثر، لهذا يجب أخذ الحيطة من قبلهم ومن قبل أطبائهم، فيُفضل أن يكون لهم مدخل خاص منفصل عن بقية المرضى وتجنب البوابات العامة المكتظة.

2- تجنب زيارة المطاعم في المشفى وخارجه.

3- تعقيم ما حولهم في البيت والعيادة والمشفى.

4- مسح غرف المرضى بمناديل الكحول الرطبة بعد كل مريض.

5- العاملون في مجال علاج مرضى السرطان من أطباء وممرضات ومساعدين، يجب أن يحافظوا بشكل كبير وأكثر من المعتاد على نظافة المكان والمقاعد والمعدات.

6- يمكن تأجيل العلاجات الكيميائية عند بعض المرضى بعد استشارة أطبائهم المختصين.

7- حالات مرضى السرطان المستقرة ومن هم ليسوا تحت العلاج، فالأفضل تأجيلهم زيارة العيادات والمستشفيات والاستعاضة عنها بالتواصل الهاتفي أو استشارة الطبيب عن طريق الإنترنت (Telemedicine).

وبالإضافة للأساليب الوقائية السابقة، أود تقديم بعض النصائح لمرضى السرطان وغيرهم، تساعد في تقوية الجسم، ومن أهمها:

1- التغذية الجيدة وتناول المأكولات الصحية.

2- التخفيف من السكريات الزائدة والأطعمة غير الصحية، فصحة الجهاز الهضمي هي من أهم عوامل قوة جسم الإنسان المناعية.

3- النوم المريح ولساعات كافية كل يوم.

4- الرياضة الخفيفة والمشي في الهواء الطلق بشكل يومي والتعرض لأشعة الشمس.

5- تجنب التدخين بشكل كامل والابتعاد عن المدخنين.

6- الابتعاد عن مسببات الحزن والكآبة النفسية والعزلة والهلع والخوف والتوتر الزائد.

7- التحلي بالمرح والتفاؤل والرضا، فسلامة الصحة النفسية من سلامة جسم الإنسان وقوة مناعته.

مع التأكيد على وجوب الاستماع للأطباء المختصين واتباع إرشاداتهم، والأخذ بالأسباب والتحلي بالصبر ورؤية ساحة الأمل والتفاؤل بالخير.

الدكتور باسل الأتاسي حاصل على البورد الأميركي في أمراض الدم والأورام، وهو أستاذ مساعد في الطب السريري بكلية الطب في شيكاغو بالولايات المتحدة.

الجزيرة

This website uses cookies to improve your experience. We'll assume you're ok with this, but you can opt-out if you wish. Accept Read More

Privacy & Cookies Policy