غاب بصيص الأمل وسقت دماء الأبرياء أرض وطنٍ يتناثر يوماً بعد يوم، فدفعةٌ جديدةٌ من الشهداء أحرقت قلوب اللبنانيين، إذ شيّعوا أمس على وقع زغاريد أحبّائهم.
«يا جو، يا ماما، يا حرقة قلبي»، هكذا زفّت والدة جو عقيقي ابنها شهيداً بدل أن يكون عريساً. صرخة والدة جو «أبكت الحجر» ودخلت في قلب كلّ أم وأب. وأقيمت مراسم دفن الشهيد في مسقط رأسه في كفرذبيان في مسيرة حمل خلالها رفاق جو النعش على الاكتاف على وقع نثر الورود والأرز واطلاق المفرقعات النارية، فكان عرسه الأخير وسط صرخات موجوعة شعر بها اللبنانيون أينما كانوا.
من كفرذبيان إلى بشرّي، حيث ترأس راعي أبرشية طرابلس المارونية المطران جورج بوجودة في كنيسة السيدة، مراسم دفن شهيدة الواجب المسؤولة الإعلامية في المديرية العامة لكهرباء لبنان ماري (ميشلين) خليل طوق.
وحضر المأتم نقيب محرري الصحافة جوزاف القصيفي ممثلاَ بالصحافي جوزاف محفوض الملحق الإعلامي في الوادي المقدس.
بعد الإنجيل المقدس ألقى المطران بو جودة عظة شدّد فيها على مزايا الراحلة، طالباً الصلاة من أجل لبنان وشعبه، ومحمّلاً القيادات السياسية ما حصل في بيروت من إهمال واستلشاء. واعتبر أنّ «لبنان كان يُقال عنه سويسرا الشرق أصبح الآن من أفقر البلدان».
كذلك، شيّعت قيادة الجيش وأهالي بلدة النميرية، النقيب الشهيد أيمن نور الدين بعدما نُقل جثمانه صباح أمس في موكب سيار من المستشفى العسكري في بدارو إلى بلدته، حيث أُعدّ له استقبال رسمي وشعبي، وأدّت له فرقة من الجيش التحية العسكرية على وقع عزف لحن الشهادة الذي قدّمته الفرقة الموسيقية العسكرية. وبعدما سُجي جثمان النقيب الشهيد في منزل العائلة لبعض الوقت، أقيمت مراسم تكريمية في باحة النادي الحسيني. وحُمل الجثمان على أكف رفاق السلاح وقد لُفّ بالعلم اللبناني، وقدّمت ثلة من العسكريين التحية العسكرية على وقع عزف النشيد الوطني ولحن التعظيم. وسار في مقدم موكب التشييع حملة الاكاليل والاوسمة التي نالها النقيب الشهيد.
بدورها، شيّعت بلدة روم الشهيد المفتش الممتاز في الأمن العام جو فرنسيس حداد الذي قضى في الانفجار.
وبكت منطقة بعلبك أمس ابنها علي مشيك، في بلدته «قلد السبع» في موكب مهيب، وسط أجواء من الأسى واللوعة. وكانت قد انتشلت جثّة الشهيد أمس من تحت الركام والأنقاض في مركز عمله في مرفأ بيروت.
الجمهورية
