هل قاربنا موضوع فيروس كورونا روحانيا وسبب انتشاره بهذا الحجم وتوقّف كافة القطاعات مع خلط أوراق الدول على كافة المستويات؟
هل رأينا كيف سجن العالم، اندحرت اعظم الجيوش، هُزم الرؤساء ، غابت سفن النفط، اختفت الطائرات، انتهى الاقتصاد، وتغيّر كل شيء فجأة؟
ماتت العادات، فرغت دور العبادة، تغيرت الطقوس ومراسم الدفن والفرح. خلت الساحات والتجمعات اضافة المدارس والجامعات. ولا زلنا نكابر ونخاف من الحقيقة، نتهم المعلومات التي تصلنا بالتهويلية رغم انها مبنية على دراسات ووقائع تحصل.
الفيروس هو السبيل الوحيد ليعود الانسان الى أصله وحجمه. الى المحبة والتسامح والتواضع. إلى التخلي عن الذات البشرية والولوج الى تمجيد الخالق واتباع تعاليمه المنسيّة.
الفيروس يضرب دولا نسيت الله وحاربت وجوده ولا تزال تنتهك أبسط حقوق العيش. دول التهت بالحروب وصناعة الجرائم والمال والنفط والاعمال وعملت على تفكك العائلات ومحاربة الطبيعة البشرية بوقاحة.
دول لم تلتفت للعلم يوما كسبيل للخلاص والنهضة. قتلت الفكر الحر والعميق وانتهجت اساليب المافيات.
كم من طفل قُتِل وعائلات تشردت. كم من فقير جائع لا تنظر اليه الدول بعين الانسانية. لنفكر بعمق ووجدانية في سبب وجودنا وغاية رسالتنا فنتعاضد ونتعاون ونكبر معا متّحدين في الرب ومنتفضين بوجه الظلم والحقد والغيرة والحسد والقمع والارهاب.
حان الوقت لنفكّر بمن حولنا، بأولادنا، بالأجيال التي تنشأ حالمة ببيئة نظيفة وخالية من المناكفات والازمات والحروب والتسلط.
حان الوقت…
جان جورج زغيب
