كتب داني حداد في موقع mtv:
ما يحصل في البلد خطير. بات يتعدّى الأمر أزمة الدولار والبطالة والفقر، الى الخوف من انزلاق لبنان نحو خطرٍ أمني. في الأمس نُشرت وثيقة رسميّة مثبّتة عن معلومات عن احتمال استهداف المطار ومحيطه باعتداءٍ إرهابي. قبلها وبعدها، يبدو الخطر محدقاً من احتمال حصول خضّة أمنيّة داخليّة، وقد نجا البلد في الأسبوعين الماضيين من أكثر من “قطوع”.
في مقابل الفيديوهات التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي والتطبيقات لعناصر من انضباط حزب الله وحركة أمل في بعض المناطق، كان هناك انتشارٌ لشبّان ينتمون الى القوات اللبنانيّة في مناطق أخرى، من دون صور ولا فيديوهات ولا استعراضات.
وتشير المعلومات الى أنّ عدداً كبيراً من الشبّان انتشروا على طول الخطّ الملاصق لما كان يُعرف، في أيّام الحرب، بالمناطق الغربيّة، وتحديداً من الصيفي، الى الجميّزة و”مونو” والسوديكو والأشرفيّة، وصولاً الى عين الرمانة والحدت.
كان الانتشار غير مسلّح، ووفق خطّة معدّة عنوانها “منع الدخول الى المناطق المسيحيّة”. “هذه المناطق خطّ أحمر” يقول مصدر في “القوات”. إلا أنّ عدم ظهور السلاح لا يعني أبداً عدم توفّره. ومن وراء هذا الانتشار كانت هناك غرفة عمليّات تدير التحرّكات على الأرض، وتحرص على الانضباط. علماً أنّ الشبّان الذين انتشروا كانوا من سكّان هذه المناطق، لطمأنة الأهالي، مع تأمين احتياطٍ لهم في حال دعت الحاجة.
وتأتي هذه الخطوة “القوّاتيّة” لتشكّل نقطة تلاقٍ بين قناعة رئيس الحزب سمير جعجع ومطالبات القاعدة “القوّاتيّة” التي “عبّرت مراراً عن انزعاجها من مشهد دخول شبّان الى عين الرمانة، أو من بعض المشاهد الاستفزازيّة”.
وتجدر الإشارة الى أنّ جعجع كان عبّر، في أكثر من مناسبة، عن رفضه لتجاوز الخطوط الحمراء، مردّداً عبارته الشهيرة “وقت الخطر قوّات”. علماً أنّ هذا الانتشار الميداني لـ “القوّات” ترافق مع اتصالاتٍ مع مراجع أمنيّة ومع دعوة من نائب “الجمهوريّة القويّة” عماد واكيم الى نواب العاصمة لعقد اجتماعٍ اليوم.
يحرص حزب “القوات” في مقاربة تحرّكه “على الأرض” وفق مبدأ “مرغمٌ أخاك”. هو يريد الدولة، ولكنّه لن يتأخر في الدفاع عن النفس وعن بعض المناطق التي يملك فيها حضوراً وتملك هي رمزيّة في فترة الحرب.
لعن الله من أعادنا اليوم الى بعض مشاهد وتسميات تلك الحقبة اللعينة…
